“السدّ” يعود إلى ويست إند: إحياءٌ ساحر لنص كلاسيكي من تسعينيات القرن الماضي

📍 لندن – الخشبة

إحياء ساحر لمسرحية “السدّ” للكاتب الإيرلندي كونور ماكفرسون في مسرح هارولد بينتر بلندن، يعيد إلى الواجهة قوة الحكاية المسرحية والدراما الإنسانية في الريف الإيرلندي. أداء تمثيلي مدهش ونص كلاسيكي ينبض بالحياة.

في مسرح هارولد بينتر، يشهد جمهور لندن إحياءً مدهشًا لمسرحية “السدّ” للكاتب الإيرلندي كونور ماكفرسون، التي تُعدّ من أبرز أعمال الكتابة المسرحية الجديدة في تسعينيات القرن الماضي. هذا العرض، الذي أخرجه المؤلف نفسه، يُعيد إلى الأذهان قوة الحكاية المسرحية وعمق التجربة الإنسانية في الريف الإيرلندي.

🕯️ تدور أحداث المسرحية في ليلة عاصفة داخل حانة ريفية في مقاطعة ليتريم، حيث يجتمع ثلاثة رجال محليين لشرب الكحول وتبادل القصص. يصل لاحقًا رجل أعمال يُدعى فينبار، برفقة امرأة غامضة تُدعى فاليري، جاءت من دبلن واستأجرت منزلًا قديمًا في الجوار. ومع تدفق الشراب، تبدأ سلسلة من القصص الغريبة التي يرويها الرجال، تتراوح بين التباهي والمزاح، إلى أن تكشف فاليري عن قصتها الشخصية المؤلمة، التي تُضفي على الأمسية بُعدًا إنسانيًا عميقًا وتُغيّر نغمة السرد بالكامل.

🎭 يتميز العرض بتوازن دقيق بين بساطة الحياة اليومية في الحانة، وغموض الأرواح والقصص الخارقة التي تنبع من تقاليد الريف الإيرلندي. لا يقدّم النص إجابات حاسمة حول وجود الأشباح، بل يترك التوتر بين الواقعي والماورائي معلّقًا في الهواء، كما لو كان دخان سجائر يتلاشى ببطء.

👥 الأداء التمثيلي هو حجر الأساس لهذا العرض، حيث يقدّم بريندان غليسون، في أول ظهور له على مسرح ويست إند، أداءً مهيبًا ومعبّرًا، بينما تُجسّد كيت فيليبس شخصية فاليري بلمسة ناعمة تُخفي ألمًا دفينًا. أما أوين ماكدونيل، شون ماكجينلي، وتوم فوغان لولور، فيُقدّمون شخصياتهم بصدقٍ يُجسّد صراعاتهم الداخلية وهشاشتهم الإنسانية.

🎶 يبدأ العرض بمقطوعة من “أغاني ريتشارد شتراوس الأخيرة”، إيذانًا برحلةٍ في الحب والخسارة والعزلة. ومع نهاية الأمسية، تبرز لحظة اتصال إنساني بين فاليري وجاك، تُضفي على العرض لمسة ختامية مؤثرة ومفعمة بالصدق العاطفي.

📅 يُعرض “السدّ” في مسرح هارولد بينتر حتى السادس من ديسمبر، ويُعدّ من أبرز العروض التي تُعيد الاعتبار لقوة النص المسرحي الكلاسيكي في زمنٍ يبحث فيه المسرح عن تجديد ذاته بعد الجائحة.

Related posts

“اللكمة” لجيمس غراهام: عرض مسرحي مؤثر عن العدالة التصالحية في مسرح أبولو

عرض “القمر الكامل” لجوزيف ناج في مهرجان المسرح البديل الدولي في مونتينيغرو

مهرجان إدنبرة المسرحي 2025: 22 عرضًا يُجسّدون روح التجريب والهوية