ينهض مهرجان بغداد الدولي للمسرح كمساحة دعم حقيقي للفنانين والمخرجين القادمين من مختلف أنحاء العالم لتقديم عروضهم المسرحية . فهو يتكفل بكل ما يلزم لضمان ظهور هذه العروض بأبهى صورة وأكثر تكاملية ، بدءًا من تذاكر السفر، مرورًا بالإقامة، وانتهاءً بتصنيع قطع الديكور الخاصة بكل عرض ، مهما بلغت تفاصيلها تعقيدًا بأيدي أمهر المصممين والمنفذين.
إن هذا الدعم نابع من إيمان عميق بأن المسرح هو منظومة متكاملة من العناصر الفنية واللوجستية التي يجب أن تتوفر كي ينصف العرض ويقدم المخرج والممثلون والفنيون ابداعاتهم . في وقت تتراجع فيه الكثير من المهرجانات عن هذا النوع من الالتزام لأسباب كثيرة ، يصر مهرجان بغداد على أن يكون مختلفًا، أن يكون وفيًا لرسالته، وأن يضع سمعة المهرجان وجودة العروض فوق أي اعتبار.
إن هذا النهج يعبر عن احترافية تنظيمية عالية ورؤية ثقافية تؤمن بأن المسرح فعل حي يستحق أن يحتضن بكل تفاصيله. فحين يمنح المخرج حرية الإبداع دون أن يثقل بهموم اللوجستيات، تتفتح أمامه آفاق التعبير، ويصبح العرض المسرحي مراة حقيقية لروحه الفنية.
هكذا، يتحول مهرجان بغداد الدولي للمسرح إلى منصة انصاف، ومن حدث سنوي إلى وعد دائم بأن بغداد ستظل حاضنة للمسرح ، وراعية له ، و ساعية للحفاظ على كرامة مبدعيه بإعفائهم عن السعي للحصول على دعومات من جهات معينة.