✍️ بقلم ميرت ديليك | إدنبرة – 28 أغسطس 2025 📍 ترجمة خاصة لـ “الخشبة”
كعادته، جاء مهرجان إدنبرة المسرحي لعام 2025 حافلًا ومُنعشًا، نابضًا بأسئلة الهوية والذاكرة والالتزام السياسي، إلى جانب تساؤلات حول مسؤوليات الأداء المسرحي ذاته. في هذا التقرير، نستعرض 22 عرضًا من أبرز ما قُدّم في الأسبوع الأخير من المهرجان، تتنوع بين عروض فردية، دراما جماعية، موسيقى، تجريب، كوميديا، ورقص.
🔥 عروض فردية تُشعل الأسئلة
“كُلوا الأغنياء (لكن ليس أصدقائي)” – عرض فردي من تأليف وأداء جيد فرانكس، يحكي تجربتها كطالبة من الطبقة العاملة في جامعة كامبريدج، بأسلوب ساخر وجريء.
“لا مكان” – خالد عبد الله يقدّم “سيرة مضادة” تتنقل بين الصور العائلية والرقص والمونولوجات، في تأمل مؤثر حول الشرق الأوسط والهوية.
“مجرم عادي محترم” – مارك توماس يُجسّد قصة سجين بعد أحداث شغب سجن سترانجوايز، بأداء جسدي مكثّف، رغم بعض التكرار البنيوي.
“حسنًا يا شمس” – مونودراما من تأليف آيلا كوان، تُناقش أزمة شرطية بعد تعرضها للعنف، بأداء قوي من مولي جيديس، وإن كان النص يحتاج إلى اختصار.
👵 دراما الذاكرة والعائلة
“الملك لير الضائع” – فينيشيا بو تُجسّد ممثلة مُسنة تعاني من الخرف وتعتقد أنها تُعيد بروفات “الملك لير”، في عرض مؤثر عن الفن والذاكرة.
“مستهلكات” – دراما نسائية من أربع أجيال في عيد ميلاد الجدة التسعيني، تكشف عن آلام دفينة في المجتمع الإيرلندي الشمالي، بإخراج شاعري من كاتي بوسنر.
🧠 عروض تتحدى السلطة والهوية
“توم في المزرعة” – اقتباس برازيلي لمسرحية ميشيل مارك بوشار، يُجسّد صراعًا بين القمع والرغبة، في عرض جسدي عنيف ومغري.
“عاهرات العقول” – كوميديا ذكية تدور في تجربة دوائية، تكشف عن ديناميكيات جماعية ساخرة، بأداء جماعي واعد.
“بالديم” – كوميديا مضادة للرومانسية حول صديقين يدخلان عالم الإباحية، لكنها تعاني من ضعف في الحبكة والتنفيذ.
“هذا ليس عني” – عرض تجريبي عن الكاتبة التي تُعيد كتابة علاقتها العاطفية، باستخدام الدمى والعروض البصرية، بأسلوب ساخر وذكي.
🎶 عروض موسيقية مبتكرة
“فوضى ساخنة” – موسيقى بوب رومانسية بين الأرض والإنسان، تُجسّد علاقة استغلال كوكبنا، بأداء لامع من دانييل ستيرز وتوبياس تورلي.
“أوهايو” – الثنائي بنغسون يُحوّلان أزمة طنين الأذن إلى طقس موسيقي روحي، بمشاركة الجمهور، في عرض حميمي ومؤثر.
“نادي نيفرلاند” – اقتباس غنائي لـ”بيتر بان” في أجواء نوادي الألفينات، مليء بالطاقة والحنين، وإن كان النص ضعيفًا.
🎭 عروض تُخاطب الجمهور مباشرة
“شكرًا لحضوركم” – عرض بلجيكي يُكرّم الجمهور، عبر لقطات حية وتعليقات سابقة، في تأمل فكاهي حول معنى التلقي المسرحي.
“الأنا” – عرض تجريبي من أنيمون فالكي وفيرونا فيرباكل، يُفكك تجارب التحرش والسلطة في غرف البروفات، بأسلوب ساخر ومكشوف.
🧪 عروض تجريبية وكوميديا ميتا
“طفل-غزال-حقيبة” – عرض ذاتي من هانا ماكسويل، يُحوّل الجمهور إلى مجموعة تركيز لاختبار أفكار عروض مستقبلية، بأسلوب مرح وذكي.
“مسرحية الإيدز الحزينة للمثليين” – أندرو دوهرتي يسخر من محاولته كتابة دراما جادة، في نقد لاذع لسياسات التمويل الفني.
“كسر الجدار الخامس” – الكوميدية الأسترالية لو وال تُفكك شكل الستاند أب كوميدي، في عرض فكري ساخر عن الحقيقة والخيال.
“لا بد أن هذا هو الجنة” – عرض كوميدي من جون توثيل، يمزج بين المحار والملحقات والسرقة الجورجية، في رحلة ذكية عن الشغف والرغبة.
🇺🇸 السياسة والرقص
“أمريكا زيوا” – عرض ساخر من زيوا فومودوه، تُقدّم نفسها كمرشحة للرئاسة الأمريكية، في نقد ساخر للهوية والسياسة الأمريكية.
“سيركا: الذئب” – عرض راقص من أستراليا، يُجسّد سلوك القطيع عبر الأكروبات والرقص، في تجربة بصرية مذهلة.
“الخلق” – عرض راقص من مجموعة كوبنهاغن، يُبرز طاقة الشباب في تشكيلات جسدية عنيفة، رغم بعض التشتت الأسلوبي.
🧭 خلاصة “الخشبة”
ما يجمع هذه العروض ليس موضوعًا واحدًا، بل رغبة مشتركة في اختبار العلاقة بين الفرد والجماعة، بين الذاكرة والتاريخ، وبين الحقيقة والخيال. من مونولوج جيد فرانكس إلى طقوس بنغسون، ومن كوميديا توثيل إلى رقص سيركا، يُثبت مهرجان إدنبرة لعام 2025 أن المسرح لا يزال حيًا، نابضًا، ومُستعدًا لطرح الأسئلة الكبرى.