في كل دورة من دورات مهرجان بغداد الدولي للمسرح، تتسع قلوبنا اكثر مما تتسع فضاءات المهرجان ، ونحمل في وجداننا اسماء كثيرة من الفنانين العراقيين الذين نحبهم ويحبوننا ، ويتطلعون الى ان يكونوا جزا لا يتجزا من المهرجان . ومع كل اعلان عن قائمة الضيوف، تصلنا رسائل محبة ممزوجة بشيء من العتب، من اصدقاء اعزاء لم تشملهم الدعوة هذا العام، رغم انهم في قلوبنا اولا وفي قوائمنا التي نعدها مبكرا ثاني
نحن نسمع هذا العتب، ونقدّره، ونفهم دوافعه النبيلة. فالمهرجان، وان كان دوليا، يبقى محدودا في عدد ايامه وموازنته ومقاعده، ولا يمكنه ان يضم في دورة واحدة كل من يستحق ان يكون ضيفا عليه. لكننا نؤكد، وبكل صدق، ان من لم يدعَ هذا العام، سيكون حتما بيننا في دورات قادمة، فالمحبة لا تسقط بالتقادم، والوفاء لا يقاس بالتوقيت.
اما ما يثار احيانا حول تكرار بعض الوجوه ، فهو تساؤل مشروع، لكنه لا ينفصل عن واقع المشهد المسرحي .. فالكثير من الاسماء التي تتكرر في المهرجانات، هي ببساطة اسماء لا تغيب عن الفعل المسرحي طوال العام. هم فاعلون، منتجون، حاضرين في العروض، في الورش، في الكتابة، في النقد، في الحوارات. تكتب عنهم الصحف، وتتابعهم المجلات، وتحتفي بهم مواقع التواصل. انهم لا يسعون ان يكونوا في الضوء، بل يصنعونه مثلما يصنعون ابداعاتهم . ولهذا، فان حضورهم المتكرر ليس مجاملة لهم ، بل هو استحقاقهم
ثقوا باننا لا نغفل احدا، ولا نغلق الباب في وجه احد. بل نؤمن ان المهرجان بيت مفتوح، وان كل فنان صادق مع مسرحه هو ضيف دائم في وجداننا، حتى وان تاخرت دعوته. نعتذر من كل من لم تسعفه الظروف ان يكون معنا هذا العام، ونعده باننا نعمل على ان نلتقي قريبا، في بغداد التي لا تنسى ابناءها واصدقاءها.
باسم ادارة مهرجان بغداد الدولي للمسرح، نمد ايدينا بالمحبة، ونفتح قلوبنا للحوار، ونمضي معا في درب المسرح الذي لا يعرف الاقصاء، بل يحتفي بالتعدد، ويؤمن بان كل فنان حقيقي هو شريك حقيقي
بغداد تتسع للجميع دائما … ولو بعد حين.