في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار المسرحي وتطوير الإنتاج الفني، عقد “بيت المسرح” التابع للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق أولى جلساته الحوارية، مستضيفاً المخرجين المسرحيين الدكتور جواد الأسدي وأنس عبد الصمد، لمناقشة محور “الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة”.
افتتح الجلسة مدير بيت المسرح الدكتور علاء كريم، مؤكداً أن البيت يسعى للانفتاح على جميع المؤسسات المعنية بالفن المسرحي، عبر تنظيم ورش عمل ومهرجان للفضاء المفتوح، إلى جانب التحضير لعقد المؤتمر النقدي الثاني للمسرح، استكمالاً للمؤتمر الأول الذي أُقيم العام الماضي.
من جانبه، أدار الجلسة الدكتور جبار خماط، مشيراً إلى وجود فجوة واضحة بين المؤسسات والإنتاج المسرحي، داعياً إلى ضرورة مناقشة هذه الإشكالية لما تحمله من أبعاد فنية وثقافية عميقة، مؤكداً أن المسرحي العراقي يواصل الإبداع رغم التحديات، لأنه “صانع للحياة”.
وفي مداخلته، وصف الدكتور جواد الأسدي قضية الإنتاج المسرحي بأنها من أعقد القضايا وأكثرها إلحاحاً، خاصة في الدول النامية، مشدداً على أن الفنان هو الثروة الحقيقية لأي إنتاج، في ظل غياب المؤسسات الداعمة التي توفر بيئة عمل متكاملة من قاعات واستوديوهات وأزياء، كما هو الحال في أوروبا.
أما المخرج أنس عبد الصمد، فقد أشار إلى أن أزمة الإنتاج لا تقتصر على الجانب المالي، بل تشمل أيضاً غياب الرعاية المعنوية والمتابعة الجادة، لافتاً إلى أن التحضير للعروض المسرحية في دول مثل اليابان يبدأ قبل عامين من موعد العرض، ما يعكس حجم الاهتمام والتخطيط.
وختم عبد الصمد حديثه بالتأكيد على أن المسرح العراقي يحظى بحضور عربي مؤثر، يتجلى في الجوائز التي يحصدها في المهرجانات الكبرى، محذراً من أن أكبر تحدٍّ يواجهه اليوم هو غياب الوجوه الشابة في مجال الإخراج المسرحي، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لاستقطاب الطاقات الجديدة.